شرحنا بالمقال السابق معنى الاستراتيجية، وأهمية امتلاك استراتيجية واضحة من أجل الوصول للهدف المنشود.

فإذا كانت الاستراتيجية هي اتخاذ قرار بالإجابة بوضوح على ثلاثة أسئلة:

  1. أين ستلعب مؤسستك في بيئة الأعمال؟
  2. كيف ستلعب مؤسستك في بيئة الأعمال؟
  3. كيف ستفوز مؤسستك في بيئة الأعمال؟

وإذا كانت الاستراتيجية هي اتخاذ قرار باختيار خطة لعب دون آخرى. فما هو مفهوم الإدارة الاستراتيجية؟

 

المدونة هذه مبنية على الفيديو التالي:

تعريف الإدارة الاستراتيجية:

الإدارة الاستراتيجية وفقا لـ ويكيبيديا هي علم وفن يهتم بتشكيل، تنفيذ وتقييم القرارات الوظيفية المتداخلة التي تمكّن الشركة /المؤسسة من تحقيق أهدافها. الإدارة الاستراتيجية هي إطار عمل يتضمن مجموعة من العمليات التي تعمل على توجيه تفكيرنا ومساعدتنا لاختيار استراتيجية دون آخرى. الإدارة الاستراتيجية تعمل على تحديد الطريقة التي من خلالها سنقوم بصياغة استراتيجيتنا، تنفيذها ومن ثم تقييمها.

 

عملية الإدارة الاستراتيجية:

هناك منهجيتان لعملية الإدارة الاستراتيجية:

      • المنهجية التقليدي.
      • المنهجية الريادية الحديثة أو ما يسمى بالابتكار الاستراتيجي (طرق جديدة في التفكير الاستراتيجي تسمح لنا بتكوين إجابات أكثر إبداعًا لا تتعلق بالابتكار التقني ذو الصلة بالمنتجات إنما بالإجابة على الأسئلة الاستراتيجية السابقة (أين ستلعب، كيف ستلعب، وكيف ستفوز).

بخصوص السؤال الاستراتيجي الأول حول “مكان اللعب "

تجعلك المنهجية التقليدية للإدارة الاستراتيجية تُفكر أنه من أجل بناء استراتيجيتك فعليك النظر في الصناعة التي تعمل فيها والمنافسين ضمن هذه الصناعة. حيث تقوم بتحليل الصناعة ومراجعة بيانات الشركات في هذه الصناعة. إحدى التقنيات المشهورة التي تُساعد في ذلك هي نموذج القوى الخمس التي صممها Michael Porter أو مصفوفة Ansoff. بناءا على هذا التحليل ستُفكر بسوق مُحدد ضمن هذه الصناعة ومن ثم المنتج /الخدمة التي ستقدمها لهذا السوق.

 

يمكنني القول بأننا نعتبر أنَّ هذا المنطق هو منطق خطير نوعا ما لأنَّ المنافسة الأكثر أهمية التي ستواجهها هي من شركات خارج صناعتك.

 

لذلك تجعلك المنهجية الريادية للإدارة الاستراتيجية تُفكر في كيفية إيجاد فرص نمو جديدة (أين هي فرصة النمو؟) بغض النظر عن الصناعة. فبدلاً من التركيز على الصناعات والأسواق والمنافسين وعلى العملاء داخل مجال عملك /صناعتك. نركز على استكشاف هذه الفرص في ساحات آخرى حيث الأشخاص (غير العملاء) الذين لا تتم خدمتهم، المهملين أو غير السعيدين.

 

عندما يتعلق الأمر بالسؤال الاستراتيجي الثاني "كيفية اللعب":

تتركز النقاشات ضمن المنهجية التقليدية للإدارة الاستراتيجية بخصوص كيفية اللعب حول ثلاث محاور:

      • إما تقديم منتجات مميزة للعملاء من خلال التركيز على الابتكار التقني وتحسين المنتجات الحالية.
      • أو تقديم منتجات بأسعار أقل من خلال إنجاز التميز التشغيلي - operational excellence وزيادة فعالية عمليات الإنتاج، الإنتاج الخالي من الهدر، خفض التكاليف وبالتالي سعر أقل.
      • او العمل على إقامة علاقة ودودة مع العملاء من خلال بناء علاقات مميزة معهم وتقديم عروض مخصصة لهم. توفير الراحة لهم من خلال تسليم المنتجات/الخدمات لهم بسرعة.

 

بينما تأخذ المنهجية الريادية للإدارة الاستراتيجية منهج شمولي حيث يكون التركيز على كيفية تصميم الأعمال وطريقة اللعب لاغتنام الفرص التي تم اكتشافها بالسؤال السابق. هنا يجب ان نفكر:

      • بالعرض: المزيج الفريد من المنتجات والخدمات، التجربة الفريدة التي ستُقدم للعميل.
      • آلية العمل: مجموعة الأنشطة الضرورية لإنشاء عرضك وتقديمه، تسلسلها، المهارات، القدرات والأصول اللازمة وتحديد من يوفرها لتنفيذ هذه الأنشطة، هل نحتاج لتنفيذ هذه الأنشطة لشراكات، تنسيق وتعاون مع مؤسسات/شركات آخرى.
      • وأخيرا نموذج الإيرادات: يجب ان نفكر كيف سنحصل على المال، ماهي آليات التسعير وكيف سنحصل على الدفعات.

أما مناقشات السؤال الاستراتيجي الأخير "كيفية الفوز":

يكون التكتيك لبناء ميزة تنافسية والتغلب على المنافسين في المنهجية التقليدية هو تمييز منتجك/خدمتك عن منتج/خدمة المنافس في السوق (Differentiation ) أو خفض السعر أو من خلال التركيز على سوق مُحدد a Niche.

بينما يكون التكتيك للتغلب على المنافسين في المنهج الريادي هو في كيفية بناء قيمة وبالتالي ميزة تنافسية لـ:

      • للعملاء: من خلال تلبية احتياجاتهم، حل مشاكلهم وإزالة كافة الحواجز والعقبات لاستهلاكهم ورضاهم.
      • للنظام البيئي للأعمال وللشركاء: خلق قيمة استراتيجية وتشغيلية ومالية لشركائك ولمنظومة العمل التي تندمج فيها شركتك/مؤسستك وتعتمد عليها.
      • للشركة بحد ذاتها : خلق قيمة لشركتك من حيث فتح المزيد من الفرص والمزايا التشغيلية والمالية.

المنهجية التقليدية أم المنهجية الريادية لعملية الإدارة الاستراتيجية؟

الخلاصة، ماذا نختار المنهجية التقليدية أم المنهجية الريادية لعملية الإدارة الاستراتيجية؟

يتحول التركيز عند الانتفال من المنهجية التقليدية للمنهجية الريادية في الإدارة الاستراتيجية من الصناعات والمنتجات لساحات العملاء وغير العملاء والعمل على إيجاد الفرص لاغتنامها ومن ثم صياغة الاستراتيجية وبناء خطة اللعب لتنمية أعمالنا. يتحول التركيز ليس من خلال كوننا أرخص أو مختلفين ومتميزين بمنتجنا عن المنافس إنما من خلال خلق قيمة للعملاء، منظومة العمل والشركاء.

 لنكون واضحين: إننا لا نقول أنَّ المنهجية التقليدية في الإدارة الاستراتيجية لم تعد تعمل. بالنسبة لبعض المنظمات /الشركات وفي صناعات معينة، فإنها تعمل بشكل جيد للغاية، إذا تم تطبيقها بالطريقة الصحيحة. ومع ذلك، فإن الكثير من الشركات والمؤسسات ستعاني أيضًا عند محاولة تحقيق أهداف النمو والابتكار باستخدام الأطر والمنهجيات التقليدية.

إذا كنت تعمل على تصميم استراتيجيتك ووصف نموذج عملك التجاري للفوز على المنافسين!، اشترك بمكتبة StrategiaPlus لنموذج العمل التجاري.

مكتبة StrategiaPlus حول الخطط الاستراتيجية وأمثلة نموذج العمل التجاري

 هل تُمضي الكثير من الوقت في البحث عن مثال لنموذج العمل التجاري أو عن خطة استراتيجية مميزة لتنمية أعمالك، منتجاتك /خدماتك؟!.

 لا تقلق، StrategiaPlus توفر لك مكتبة رقمية تمنحك الإلهام لتصميم استراتيجيتك ووصف نموذج عملك التجاري.

اقرأ أيضاً

اشترك بالنشرة البريدية

* indicates required
×